الخوف من العمليات مالهوش مكان في عيادة د/محمد عبدالباري
Oct, 03 2025
6 مشاهدة

إن قرار الخضوع لعملية جراحية غالبًا ما يصاحبه مزيج من الأمل في الشفاء وبعض القلق بشأن النتائج. وفي حين أن عملية تسليك العصب تُعد من الإجراءات الآمنة والناجحة، فإن معرفة مضاعفات عملية تسليك عصب اليد المحتملة ليس أمرًا يدعو للخوف، بل هو خطوة ضرورية لاتخاذ قرار مستنير وإدارة توقعاتك بشكل واقعي.

في هذا المقال، سنستعرض بشكل شفاف أهم المضاعفات المحتملة التي قد تنجم عن عملية تسليك عصب اليد، بدءًا من المخاطر النادرة مثل العدوى أو تلف الأعصاب، وصولًا إلى المشكلات الأكثر شيوعًا كالألم المستمر.

هدفنا هو تزويدك بالمعرفة الكاملة لتكون على استعداد تام لرحلة التعافي، مع التأكيد على أن الالتزام بتعليمات الطبيب يمكن أن يقلل بشكل كبير من أي مخاطر محتملة.

مضاعفات عملية تسليك عصب اليد

. العدوى والنزيف (نادرًا)

العدوى: مثل أي إجراء جراحي، هناك دائمًا خطر ضئيل للإصابة بعدوى في مكان الشق الجراحي. هذا الخطر يمكن التحكم به بسهولة باستخدام المضادات الحيوية قبل العملية وبعدها، والعناية الجيدة بالجرح.

النزيف: قد يحدث نزيف بسيط أثناء أو بعد العملية. وعادةً ما يكون تحت السيطرة ولا يتطلب أي تدخل إضافي.

 

تلف الأعصاب أو الأوتار جدًا

يُعد هذا من أندر المضاعفات، ولكنه الأكثر قلقًا للمرضى. يمكن أن يتسبب تلف الأعصاب الصغيرة المحيطة بالعصب الرئيسي في شعور بالتنميل أو الضعف في أجزاء من اليد.

خبرة الجراح واستخدامه للتقنيات الدقيقة مثل المنظار أو الميكروسكوب الجراحي يقلل بشكل كبير من هذا الخطر.

 

عدم تحسن الأعراض أو عودتها

في بعض الحالات النادرة، قد لا تتحسن الأعراض بعد العملية، أو قد تعود بعد فترة. هذا قد يكون بسبب:

تشخيص خاطئ: قد يكون سبب الأعراض ليس ضغط العصب في المعصم، بل مشكلة في الرقبة أو الكتف.

تكون نسيج ندبي: يمكن أن يتكون نسيج ندبي حول العصب بعد الالتئام، مما يضغط عليه مرة أخرى.

الألم المستمر أو الحساسية في الندبة

قد يعاني بعض المرضى من حساسية في منطقة الندبة، أو شعور بعدم الراحة عند الضغط عليها.

هذه المشكلة عادةً ما تكون مؤقتة وتتحسن مع الوقت والعلاج الطبيعي.

كيف يتم تقليل هذه المخاطر؟

اختيار الجراح المناسب: خبرة الجراح هي أهم عامل لتقليل المخاطر.

اتباع تعليمات ما بعد العملية: الالتزام بتعليمات الجراح حول العناية بالجرح، تجنب النشاط المفرط، وأداء تمارين العلاج الطبيعي يقلل بشكل كبير من المضاعفات.

التشخيص الدقيق: التأكد من التشخيص عبر الفحص السريري وتخطيط كهربية الأعصاب يضمن أن العملية تعالج المشكلة الصحيحة.

فهم هذه المخاطر جزء أساسي من رحلتك العلاجية. لا تتردد في مناقشتها مع طبيبك للحصول على إجابات شافية لكل استفساراتك.

 

في الختام، يُعد فهم مضاعفات أي عملية جراحية، حتى تلك الآمنة كعملية تسليك عصب اليد، خطوة أساسية لرحلة علاجية ناجحة. فمعرفة المخاطر لا تعني الخوف منها، بل تعني القدرة على إدارتها والتعامل معها بوعي كامل.

لقد أوضحنا أن معظم المضاعفات نادرة جدًا، وأن التزامك بتعليمات الطبيب، واختيار الجراح المناسب، يقلل من هذه المخاطر بشكل كبير. تذكر دائمًا أن الهدف هو تحقيق أفضل النتائج الممكنة، وأن الشفاء الحقيقي يبدأ بالمعرفة والثقة في الفريق الطبي. لا تتردد في طرح كل أسئلتك، فصحتك هي أولويتنا القصوى.